لبنان

من الهاوية السياسية  إلى الكارثة الإقتصادية

هل ستنقذ باريس السنيوره ؟

 

محمد عبد العظيم

 

الوزير الأول اللبنانى فؤاد السنيوره التقى الرئيس الفرنسى جاك شيراك  خلال زيارته  لفرنسا وقبل إنعقاد المؤتمر العربى الدولى المخصص للمساعدة الإقتصادية لبلد يجد نفسه على حافة هاوية إقتصادية  بسبب أحد الأزمات السياسية  الأكثر خطورة في تاريخه.  هذا المؤتمر يراه الكثيرون على أنه خطة إنقاذ لإخراج لبنان من كارثة مالية مؤكده إن استمر الوضع كما هو عليه الآن وخاصة أن المعارضة وعلى رأسها حزب الله، والتى شلت بيروت الثلاثاء الماضى بحركة اإضراب، تتهم حكومة السنيوره بأنها لعبة فى أيدى واشنطن وباريس.

 

المؤتمريضم 36 دولة بالإضافة إلى مايقرب من 15 مؤسسة وهيئة مصرفية ويشارك فيه الرئيس الفرنسى جاك شيراك والكثير من وزراء خارجية الدول الأوروبية مثل إيطاليا وألمانيا بجوار وزيرة الخارجية الأمريكيه كوندوليزا رايس   وحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون الذى يقوم حاليا بزيارته الأولى لأوروبا.

 

 لهذا المؤتمر أهمية خاصة إذ تشارك فيه الدول الصناعية الثمانية  والبنك الدولى باإضافة إلى ممثل الإتحاد الأوروبى خافيير سولانا. مؤتمر باريس يمثل رسالة واضحة لسوريا ولإيران واللذان يتهمان بالتدخل فى شئون لبنان الداخلية. ولذلك صرح رئيس الوزراء الفرنسى فيليب دوست بلازى أن حل الأزمة اللبنانية لن يأتى بضغط أو عن طريق شل الشارع اللبنانى ودعى سوريا على أن تقبل عدم التدخل فى شئون لبنان.    

 

 هذا المؤتمر الإقتصادى ليس الأول بل هو الثانى خلال خمس سنوات ويطلق عليه الفرنسيون أسم مؤتمر باريس الثالث بسببب تأجيله نظرا للأزمة السياسية فى لبنان.  يجمع هذا المؤتمر دول الخليج  وأوروبا بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.  تم عقد المؤتمر الأول  فى عام 2002 حين  وصل الإقتصاد اللبنانى إلى خط الخطر وتحسبا لأزمة إقتصاديه، منح من يطلق عليهم  أصدقاء لبنان مساعدة مالية مقدارها 4.2 ملياردولارا لحكومة رئيس الوزراء  رفيق الحريرى الذى تم إغتياله عام 2005.   نفس السينارو هو الذى يحفز باريس اليوم على إحتضان أصدقاء لبنان من البلدان العربية الخليجية  ولكن هذه المرة فى ظروف سياسية خطيرة وبلد على وشك الإنهيار. فلايزال  لبنان تحت وطأة الديون التى تبلغ 41 مليار دولارا و بعيدا عن الإستقرار منذ إنسحاب القوات السورية منه منذ سنتين وصار ملغوما بالإنقسامات. علما بأن الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله  صيف العام الماضى كانت ضربة قوية إقتصاديا ووضعت لبنان على طريق المجهول سياسيا.

 

المساعدة الإقتصادية التى حصل عليها الوزير الأول اللبنانى فؤاد سنيوره من مؤتمر باريس تقارب 9 مليار دولارا بالإضافة إلى مساعدة  وعد بها الرئيس الفرنسى جاك شيراك والتى تبلغ 500 مليون يور و  ومساعدة بمبلغ مماثل وعد به ممثل السياسة الخارجية  للإتحاد الأوروبى خافيير سولانا والذى وصف المؤتمر بالتاريخى قائلا إن هذه المساعدات هى رسالة واضحة ذات دلالات أوروبية تجاه لبنان.  يبقى أن هذا المؤتمر الذى تحتضنه العاصمة الفرنسية رغم أنه ينكب على مسألة المساعدة الإقتصادية إلا أنه مؤتمر ذو أهمية سياسية  خاصة إذ يرمى إلى إنقاذ مايمكن إنقاذه  سياسيا و لذلك يرى البعض أنه مؤتمر الفرصة الأخيرة لحكومة فؤاد السنيوره.